أيام متتالية

تتوالى الأيام على قلبي؛ يزور قلبي الخريف ثم الربيع فتتحطم الأغصان في قلبي ثم تعود مزهرة …
أقدم قدما وأؤخر أخرى، خطواتي مترددة تارة وتارة تكون خطاي واثقة وعازمة.
أحمل تارة شارة الفوز وأصفق بكلتا يدي لانجازاتي ، وتارة أرفع يدي رفع الغريق طالبا المساعدة ثم ما ألبث أن تلتف كلتا يداي حول رأسي معلنة انهزامي.

أنا أتأرجح بين قيام وقعود، أرى بصيص نور فأركض له ثم ينطفأ فألتف على نفسي نادبة حظي ثم أراه مرة أخرى فاعانقه عناق مشتاق .

تبتلعني بحار الحياة فأذوق من ماءها المالح والعذب.. أظمأ منه ويجف ريقي ثم أرتوي منه.
أشاهد أحيانا تساقط الأحلام من بين أصابع يدي بعد أن كنت متشبثة بها، مرة أفلتها متعمدة ومرة يكون خارج مقدرتي التمسك بها، وفي كلٍ قد اعتدت على ذلك أنا .

أستيقظ صباحا أغسل وجهي بماء بارد متعمدة أن أرتجف بعد ذلك من البرودة، لكني بدأت الأعتياد على ذلك، فأنا منذ بدء الشتاء أعاقب نفسي بالاستحمام بالماء البارد دون استخدام للماء الحار أبدا ، لا يكن ذلك عقاباً بقدر ما أهذب نفسي على أن أخطو دائما الخطوة الأولى ثم ما يليها فهين …
‏أول دفعة ماء بارد يلمس جسدي يكون مؤلماً بعدها أستمتع جداً بالوقوف تحت الماء البارد، ربما جنيت الآن الأثر الجيد وراء تهذيب نفسي ..

اعزم على العمل بجد ، لكني أصبحت لا أجيد ترتيب وقتي ولا أولوياتي ، أتعامل مع الوقت وكأني أستطيع إزاحة جبل خلال ساعة ثم اتفاجئ بعجزي عن ذلك فأحبط… ( صدق مو صاحية أنا)

أزاحم جدولي بمهام متراكمة وبمهام جديدة في الظهور، أشمئز من مظهر الورقة لكن أحلام اليقظة تنجح دائماً بانتشالي من ذلك الشعور؛ أغط في حلم وأرى تلك الورقة قد انهيت أنا جميع ما عليها، أأخذ دفعة دوبامين فأصحو من حلمي لأبدأ… أجيد أنا أحيانا كيفية التعامل مع شعوري.

ينتهي اليوم أسعد بانتهائي من معظم مهامي ولكني أحب التنكيد على نفسي (معي علامة الجودة فيها) فأجلدها تارة على مالم تعمله وفي نفس الوقت أصفق لها على ما أنهته ..

أقلب بيدي اليمين وأطوي صفحة اليوم وقلبي سعيد بتلك الوعود الذي آخذها على نفسي بالقيام بجد في اليوم التالي، والمحاولة مرة أخرى.

أنا اعيش على الأمل.




‏